الجمعة، 28 سبتمبر 2012

نص الرسالة التي وجهها النائب البرلماني عن اقليم تاوريرت خالد سبيع لرئيس الحكومة ووزير الصحة حول تردي الاوضاع الصحية بالاقليم.

السيد رئيس الحكومة،
السيد وزير الصحة،

سبق لنا وان وجهنا للحكومة عدة أسئلة كتابية بخصوص الوضع الصحي بإقليم تاوريرت من خلالها أردنا إثارة الانتباه حول الوضعية الكارثية التي يعرفها هذا القطاع في انتظار تدخل ملموس للجهات المعنية ....

ورغم طول الانتظار، نجد أنفسنا مضطرين من جديد لمراسلة الحكومة حول نفس الموضوع والذي لم يعد موضوع جماعة ترابية واحدة أو فئة محددة من الساكنة، بل أصبح الكل بالإقليم ينتقد استهتار المسئولين عن القطاع بانتظارات المواطنات والمواطنين وكذا بمنتخبيهم والتي لا تعير وزارة الصحة أي اهتمام لشكاويهم ورسائلهم.

لا يخفى عليكم سيدي رئيس الحكومة،، أن القطاع الصحي بإقليم تاوريرت يعرف وضعا مترديا فالمستشفى الإقليمي يشهد خصاصا مهولا في الموارد البشرية وفي التخصصات والتجهيزات والآليات، وضعف الطاقة الاستيعابية والسريرية، كل ذلك أدى إلى عدم مسايرة المستشفى لاحتياجات المرضى الذين يزورونه يوميا بالمئات، والأمر من ذلك كله افتقار المصالح الحساسة وعلى رأسها المستعجلات والإنعاش والجراحة إلى الأطر الطبية وشبه الطبية.

ويشهد المستشفى المحلي للعيون سيدي ملوك الذي أعطيت انطلاقة أشغاله سنة 2011 تعثرا في الإنجاز، علما انه يعول عليه في إجابة حاجيات ساكنة تقدر ب 68.964 تبقى هذه الساكنة مجبرة على ارتياد مركز صحي حضري تنعدم فيه ابسط الخدمات بل أصبح ورشه الآن مرتعا للازبال والمتسكعين.

وتغدو الصورة أكثر قتامة في مدينة دبدو التي أصبح مركزها الصحي الحضري منذ أيام بدون طبيب بعد أن انتقل رئيس المركز للعمل في مدينة تاوريرت وحصلت الطبيبة التي تنوب عنه على إجازتها السنوية، ينضاف كل ذلك إلى الافتقار للأجهزة الطبية الضرورية والنقص الحاد في الموارد البشرية وضعف الطاقة الاستيعابية لهذا المركز الذي تقصده ساكنة خمس جماعات ترابية تصل إلى حوالي 40 ألف نسمة في افتقار كلي للخدمات الأساسية بالمستوصفات التي تشكو من الغياب المستمر للعاملين بها وذلك هو واقع الحال في اغلب مستوصفاتنا في إقليم تاوريرت.

ينضاف إلى هذه المشاكل افتقار عدد من المراكز الصحية والمستوصفات إلى الموارد البشرية الضرورية والتجهيزات الأساسية والأدوية وسيارات إسعاف الأمر الذي تسبب في موت مواطنين في الحالات المستعجلة أو أدى إلى تعقيد وضعيتهم الصحية...
كما ان الزيارات المتكررة التي قمنا بها لعدد المراكز الصحية بعدد من الجماعات القروية تبين بوضوح غياب أدنى خدمة صحية لهذه الساكنة القروية.
وتدفع الوضعية المتدهورة للخدمات الصحية بالإقليم العديد من المواطنين – واغلبهم من الطبقات الضعيفة- إلى الهروب من هذا الواقع المر خارج الإقليم بحتا عن التطبيب والعلاج مما يضاعف معاناتهم النفسية و الصحية والمادية ..

إن ضعف الاعتمادات المالية المرصودة لقطاع الصحة بالإقليم برسم ميزانية 2012 سيزيد من تفاقم الوضع ويدل على غياب أي نية في التدخل الملموس لتلبية مطالب الساكنة.

إن ما يعيشه إقليم تاوريرت من تدهور كبير في الخدمات الصحية ليعتبر استهتارا واضحا بصحة المواطن وبحياته، في وقت ترتفع فيه الشعارات الرنانة التي تتحدث عن توفير البنية التحتية في القطاع الصحي، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية، ومن المؤكد إذن أن قطاع الصحة في إقليم تاوريرت أصبح يستدعي وقفة حقيقية من المسئولين قبل أن يجدوا أنفسهم في مواجهة مواطنين ضاقوا ذرعا من التسويف والضحك على الذقون...
لذا نطالبكم السيد رئيس الحكومة، بالتعامل الجدي تجاه مختلف مراسلاتنا لكم ولاعضاء حكومتكم، و بالتدخل العاجل من اجل إنصاف اقليم عانى ومازال يعاني من التهميش وضعف مستوى تدخل الدولة في توفير خدمات اجتماعية في مستوى تطلعات ساكنته....

خالد سبيع
النائب البرلماني عن اقليم تاوريرت

commentaires: 0

Post a Comment